20091213

شخبطة فكرية

أصبت تماما بالجمود الفكرى، فقد انقطعت تماما عن الكتابة فترة ليست بالقصيرة، على الرغم انى مَحمل بالهموم، ومثقل بالمتاعب، وعلى الرغم انى اجد فى الكتابة المتنفس الوحيد الشرعى الذى يخرجنى من هذه الدائرة المفرغة التى ستنتهى لا محالة الى زيارة لأحد الأطباء النفسين..

دار فى خلدى فى هذه الاونه العديد من القضايا والعديد من علامات الاستفهام، فقد فكرت مليا فى موضوع المرأة المطلقة ولهذا حديث طويل فيما بعد ان شاء الله، وعن وضعها فى المجتمع ونظرة المجتمع المزدوجه الى المرأة المطلقة باعتبارها شر أريد بمن فى الارض ويجب استئصاله ، والنظرة المشفقة المتلمسة للاعذار للرجل المطلق، ولا أدرى لماذا؟!..

ومايزيد حزنى يوما بعد يوم هو حالة البلد المتردية التى تنقل من سوء إلى أسوأ، ومن مصيبة إلى كارثة، فمسلسل الاهمال متكرر وأبطاله معروفون، وقد امتدت جذور الفساد إلى كل مؤسسة حكومية، وقد خربت الذمم ووأدت الضمائر، ولقد استشرى غول الاجرام واصبح لا يهاب الحكومة بل يقف لها الند بالند، يكيل لها الضربات ضربة تلو الاخرى، وأصبحت الدولة هى المسكينة التى لا حول لها ولا قوة، والتى تستعين بصفوة شباب المجرمين كى يكونا لها عونا ، ولا عزاء فى المواطن البسيط..

مايؤسفنى أنى أرى كل يوم نتاج اعلام مبارك الموجه وتعليمه المسموم فى أحاديث الكثير من العامة والأدهى من ذلك احاديث بعض ممن ينتمون الى الفئة المتعلمة- شكلا لا مضمونا-، فهم تحولوا فى واقع الامر لى مسخ، إذا رأيتهم تعجبك أجسامهم، وأن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة...

أتعجب كثيرا من المواطن المصرى فهل هو حقا كما يقولون" بعصايه تفرقو، وبصفارة تجمعو" ام هو " ِرجاله مع من غلب"؟!!!

هل أصبحنا جميعا أنصاف آلهة !. ولم أعطينا أنفسنا الحق بإطلاق الأحكام على الآخرين، ونعتهم بما فيهم وما لا ينطبق عليهم، لم اطلقنا العنان لألسنتنا فى أعراض الناس، ولم صادرنا بجهلنا على ابداعات وآراء الآخرين الذين من الممكن أن يأخذوا بأيدينا الى النور؟... بالطبع فقد عشقنا الظلام!...

هل نحن احياء أم أموات ، هل نحن احرار أم عبيد، هل نحن غالبون ام مغلوبون على أمرنا، هل نتألم لألم الآخرين أم يزيدنا ذلك سرورا ، هل نحن نعشق تراب هذه البلد ام نلعن اليوم الذى ولدنا فيه، هل!!!! ...

فليقف كل منا على مرآته ويتأمل نفسه، ليسبر أغوارها، يسألها، يعاتبها، يستحثها، ويسألها: الى متى يانفس سترضين الذل؟!... الى متى يانفس ستسعذبين المرارة، وتتمادى فى الغى كما تمادى الاخرون؟!!...